حوار سعادة سفير قطر لدى صربيا مع الموقع الإعلامي e-kapija

  سعادة الشيخ / مبارك بن فهد آل ثاني، سفير دولة قطر لدى جمهورية صربيا - الاستعدادات لإستضافة كأس العالم فرصة للشركات الصربية

 • كيف ترى العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بلدينا في الوقت الراهن؟
ترتبط دولـة قـطـر وجـمـهـورية صـربـيا بـعـلاقات جــيـدة آخــذة في الـنـمو والـتـطـور وذلـك بفضل حرص القـيادة الحكيمة في كلا البلدين والرغبة الصادقة لدى الجانبين لتعزيـز التعاون الثـنـائي.
وقد شهدت الفترة الأخيرة تكثيفاً في تبادل زيارات كبار المسؤولين في البلدين، والتوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية.
وتتمثل الخطوة القادمة في تعزيز التعاون الإقتصادي الثنائي، علماً بأن التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية بينها.
• لا تعتبر قطر إحدى أهم الدول الشريكة لصربيا في مجال التجارة ولكن هناك تعاون تجاري بين البلدين. وفقاً لمعلوماتكم كم بلغ حجم التجارة بين البلدين خلال العام الماضي؟ وما هي السلع التي أستوردتها صربيا من قطر والسلع التي صدرتها إلى قطر؟
البيانات المتعلقة بحجم التجارة بين البلدين للعام 2017م لا تزال قيد الإعداد ، بينما بلغ إجمالي التبادل التجاري بين البلدين لعام 2016م حوالي 5 ملايين دولار . علماً أن 24 شركة صربية قامت بتصدير البضائع إلى دولة قطر و64 شركة قامت بإستيراد السلع من دولة قطر بينما عملت 4 شركات فقط في تصدير واستيراد السلع بين البلدين.
السلع التي استوردتها صربيا من دولة قطر: البولي إيثيلين، الهيدروكربونات الحلقية غير المشبعة، مولدات الطاقة، البنزين والميثانول.
السلع التي صدرتها صربيا إلى دولة قطر: الرخام، حجر الترافرتين والمرمر، الكيروسين، هياكل وأجزاء من الحديد والصلب، خلاطات الاسمنت والخرسانة، خزانات بلاستيكية.
• كم مرة في العادة يقوم رجال الأعمال القطريين بطلب المشورة منكم حول كيفية الوصول إلى السوق الصربية ؟ وكيف تعرضون صربيا كوجهة إستثمارية أمام المستثمرين المحتملين؟
يجب العمل على عرض مزايا الاستثمار في جمهورية صربيا ومميزات سوقها على رجال الأعمال في دولة قطر حيث تعتبر صربيا وجهة استثمارية جذابة للغاية نظراً لموقعها الاستراتيجي، ووجود شبكة جيدة من البنية التحتية للنقل، واتفاقيات التجارة الحرة التي ابرمتها صربيا مع مختلف البلدان، والإعانات والحوافز التي تقدمها حكومتها للمستثمرين الأجانب.
• في الآونة الأخيرة تم إطلاق مبادرة لتشكيل مجلس أعمال قطري – صربي، ما هي النتائج المحددة التي تتوقعونها من المجلس ؟
الإطار القانوني لحماية مصالح الطرفين موجود، حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التعاون الاقتصادي ويعتبر تبادل الزيارات نقطة الإنطلاق في توطيد العلاقات الثنائية.
الخطوة القادمة تتمثل في إقامة منصة حوار بين رجال الأعمال في البلدين من خلال انشاء مجلس رجال أعمال مشترك للعمل على تفعيل الاتفاقيات المبرمة وبحث السبل والأليات التي تؤدي إلى زيادة التبادل التجاري والتبادل المنتظم والمستمر للبيانات والمعلومات الاقتصادية بين الطرفين.
• السياحة والزراعة والعناية الصحية والصيدلة تعتبر من مجالات التعاون بين رجال الأعمال من البلدين. ما هي المجالات الأخرى التي يمكن التعاون فيها؟
هناك مساحة واسعة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما فيها: البنية التحتية حيث تعمل صربيا على تطوير بنيتها التحتية عبر نظام الشراكة مع المستثمرين الأجانب لتحقيق التنمية من خلال إصلاح الطرق والسكك الحديدية وربط صربيا بجميع الدول بالطرق السريعة. بالإضافة إلى مجال تكنولوجيا المعلومات والخدمات التجارية الدولية، علماً بأن صربيا تتميز بكفاءة كوادرها من المهنيين والخبراء في مجال البرمجة وتكنولوجيا المعلومات.
كما يجدر النظر في إمكانية الاستثمار في خصخصة الشركات العامة التي عرضتها الحكومة الصربية للبيع مثل المنتجعات الصحية والمصانع المختلفة.
وتجدر الإشارة إلى أنني استقبلت مؤخرا من قبل فخامة رئيس جمهورية صربيا حيث دار الحديث حول إمكانية تشكيل وفد سياسي واقتصادي للقيام بزيارة إلى الدوحة لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، كما سلمت رسالة الدعوة الموجهة من معالي رئيس مجلس وزراء دولة قطر إلى معالي رئيسة وزراء جمهورية صربيا لزيارة دولة قطر برفقة وفد من رجال الأعمال.
• ما هي أكبر ميزات صربيا في مجال جذب الإستثمارات؟ ما هي أخطائها وماذا يمكن ان تفعل لكي تتحسن؟
فرص الاستثمار في صربيا عديدة وقد حققت تقدماً ملحوظاً في مجال تحسين بيئة الأعمال، وهي تتميز بثروات طبيعية عديدة، وموقع استراتيجي حيث تقع على مفترق طرق بين أهم ممرين في أوروبا وهما الممر العاشر (من سالزبورغ إلى سالونيك) والممر السابع (الممر الرئيسي للنقل النهري الذي يربط أوروبا الغربية وأروبا الشرقية عبر نهر الراين وقناة الراين والماين والدانوب، ونهر الدانوب من الشمال والبحر الأسود). 
 وتملك صربيا شبكة جيدة من البنية التحتية للنقل حيث يمكن تسليم كل شحنة
من صربيا إلى أي مكان في أوروبا في غضون 24 ساعة، مما يجعلها مركز لوجيستي كبير في أوروبا، وقد ابرمت عدد كبير من اتفاقيات التجارة الحرة التي تتيح الدخول إلى العديد من الأسواق (الاتفاقية التجارية الانتقالية مع الاتحاد الأوروبي، اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الروسي وروسيا البيضاء وكزاخستان وتركيا وغيرها)، وإن نسب الضرائب منخفضة في صربيا ، كما تشجع الإدارات المحلية في صربيا المستثمرين الأجانب من خلال تقديم الأراضي والبنية التحتية بأسعار منخفضة، فضلاً عن تميز صربيا بكوادر مهنية عالية في مختلف المجالات.
فيما يتعلق بجذب الاستثمارات القطرية إلى صربيا، تجدر الإشارة إلى عدم وجود ترويج كافي لمميزات وإمكانيات الإستثمار في صربيا، لذا يجب العمل على مشاركة صربيا في المعارض والمنتديات الاقتصادية في قطر وإقامة تواصل مباشر بين رجال الأعمال في البلدين.
• دولتكم تعد بنشاط لإستضافة بطولة كأس العالم في كرة القدم 2022م. هل هناك مساحة لمشاركة الشركات الصربية في المشاريع الكبرى المتعلقة بالبنية التحتية والمشاريع الأخرى في دولة قطر؟ ما مدى تواجد الشركات الصربية في قطر؟
في ظل التوقعات بزيارة ما يقرب من مليون شخص لقطر خلال كأس العالم 2022، فإن المشاريع السياحية تصدرت قائمة المشروعات رفيعة المستوى، وتشمل المشاريع توسعة مطار الدوحة الدولي وعمليات تطوير شبكة سكك حديدية على الطراز العالمي، وإنشاء ما يزيد عن 55 ألف فندق لاستيعاب التدفق الزائد من ضيوف كأس العالم، بالإضافة إلى إنشاء تسعة ملاعب خصيصًا لتلك البطولة بينما سيتم تجديد ثلاثة ملاعب أخرى. وسيتم تفكيك بعض الملاعب بعد انتهاء البطولة للاستفادة منها في إقامة منشآت رياضية جديدة وأخرى غير رياضية في دولة قطر وخارجها.
وتشارك في تنفيذ هذه المشاريع الضخمة مجموعات من شركات الإنشاءات الأجنبية الرائدة ، ويمكن للشركات الصربية البحث عن امكانيات المشاركة في تنفيذ هذه المشاريع من خلال التعاقد مع الشركات الدولية العاملة عليها ، علماً بأن شركة "إنيرجوبروجيكت" تعتبر من أهم الشركات الصربية المتواجدة في قطر.
• يناقش البلدان إمكانية توقيع إتفاقية النقل الجوي. ما أهمية هذه الإتفاقية بالنسبة لتعزيز التعاون بين البلدين؟
اتفاقية النقل الجوي موقعة بالأحرف الأولى وتتيح للخطوط الجوية القطرية تشغيل عدد غير محدود من رحلات الركاب والشحن بحريات النقل الثالثة والرابعة والخامسة وبأي نوع من الطائرات الى ومن أي نقطة في جمهورية صربيا.
• تدير الخطوط الجوية القطرية رحلات يومية بين بلغراد والدوحة ويمكن لمواطني صربيا الآن السفر الى قطر بواسطة تأشيرة سياحية مجانية. ما عدد السياح من صربيا الذين يختارون قطر كوجهة سفر؟ وما مدى اهتمام المسافرين القطريين بصربيا؟
تبنت وزارة الداخلية القطرية قراراً بتاريخ 28/12/2017م بشأن السماح لرعايا جمهورية صربيا من حملة جواز السفر العادية بالدخول إلى دولة قطر بموجب سمات دخول سياحية فورية مجانية لدى وصولهم إلى منافذ الدولة، والتي تمنح لمدة (180) يوماً من تاريخ الاصدار على أن لا تتجاوز مدة البقاء في دولة قطر (90) يوماً طوال مدة صلاحية هذه السمة، لسفرة واحدة أو لعدة سفرات، تطبيقاً لمبدأ المعاملة بالمثل، ومن المتوقع دخول هذا القرار حيز النفاذ في الفترة المقبلة. وقد بدأت في الآونة الأخيرة وكالات السياحة في صربيا بتقديم عروض سياحية لزيارة دولة قطر بأسعار مغرية، كما ساهم قرار تقديم التسهيلات لحصول مواطني صربيا على سمات الدخول إلى دولة قطر في تزايد اهتمامهم في زيارتها كوجهة سياحية.
تجدر الإشارة إلى أن العمل جاري على إعداد اتفاقية للتعاون في مجال السياحة بين البلدين لتكون بمثابة إطار قانوني لتكثيف الجهود لترويج دولة قطر كمقصد سياحي في صربيا والعكس وتعريف مواطني البلدين بالمزايا السياحية للبلدين وزيادة اهتمامهم في السفر واستكشاف تلك البلاد.
• قام مواطنو صربيا خلال السنوات الماضية بالسفر الى دولة قطر بحثاَ عن فرص العمل. هل هناك إحصائيات تشير إلى عدد الصرب في قطر وما هي المجالات التي تعاني دولة قطر من نقص العمالة فيها؟
وفقا للإحصائيات الرسمية فإن عدد أفراد الجالية الصربية المقيمة في دولة قطر 1258 نسمة، معظمهم يعمل في مجالات الضيافة، والطب والطاقة والتشييد